الحمد لله أعظَمَ للمتقین العاملین أجورَھم، وشرح بالهدى والخیراتِ صدورَھم، أشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وفّق عبادَه للطاعات وأعان، وأشهد أنّ نبیَّنا محمّدًا عبدُ الله ورسوله خیر من علَّمَ أحكامَ الدِّين وأبان، صلّى الله علیه وعلى آله وأصحابِه أھلِ الهدى والإيمان،وعلى التابعین لهم بإيمان وإحسان ما تعاقب الزمان، وسلّم تسلیمًا مزيدا.
يقول الله تعالى ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اجتَنِبوا كَثیرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعضَ الظَّنِّ إِثمٌ{
ويقول تعالى ﴿ادفَع بِالَّتي ھِيَ أَحسَنُ السَّیِّئَةَ نَحنُ أَعلَمُ بِما يَصِفونَ﴾ ]المؤمنون: ٩٦[
﴿وَلا تَستَوِي الحَسَنَةُ وَلَا السَّیِّئَةُ ادفَع بِالَّتي ھِيَ َ ََََُّ ٌٌَََََََََََََُُّّ ٌ
أَحسَنُ فَإِذَا الَّذي بَینَكَ وَبَینَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمیمٌ﴾ ]فصلت: ٣٤[
رغم قناعة عامّة النّاس بهذه الآيات العظیمة إلا إن فئام من الناس تمارس مع أطراف عائلیة لهم مختلف الأسالیب من أجل تحقیق بعض الانتصارات وذلك بمحاولة حدوث خلاف بمختلف الطرق عندھا يعمُد ھؤلاء الأشخاص إلى محاولة تحمیل الطرف الآخر مسؤولیة حدوث المشاكل ومحاولة إسقاطه وسحب كل النقاط الرابحه منه ونشر عیوبه بین أفراد عائلته وكذلك المجتمع
ويعمد البعض إلى تحقیق بعض المكاسب المادية في أوقات الصراع بالطرق غیر المشروعة ، وھذا دلیل على قصور التفكیر لدى ھؤلاء.
كل ذلك حتى يتمكنوا من كسر إرادته لیرفع راية الاستسلام
وطريقة التفكیر بین الناس تختلف ، ولا يمكننا إنكار حدوث سوء الظن والفهم بینهم، ولكن الحل
الأمثل لمثل ھذه الخلافات لا يكون بإشعال نیران المشاحنات والشجار والخصومة، وإنما يكون بالاستقرار والهدوء النفسي للبشر، من خلال احترام شخصیتهم وتقدير وجودھم، وتفهم ما يمرون به من مشاكل وظروف صعبة، وضغوطات الحیاة التي تؤثر سلباً على حیاتهم الیومیة، وعلاقاتهم الاجتماعیة، وحالتهم النفسیة.
عملیة إيقاف وتعطیل المعارك العائلیة
يتطلب نیة صادقة، بعیداً عن المصالح الشخصیة، التي تحرك بعض الأفراد لمحاولة الاصطیاد في الماء العكر، ومحاولة استغلال الوضع الاجتماعي في مثل ھذه الظروف الحرجة، لتسجیل بعض الانتصارات تجاه الأطراف الأخرى.
والله تعالى يقول : ﴿وَإِن طائِفَتانِ مِنَ المُؤمِنینَ اقتَتَلوا فَأَصلِحوا بَینَهُما ﴾ ويقول تعالى : ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصلِحوا ذاتَ بَینِكُم وَأَطیعُوا اللَّهَ وَرَسولَهُ إِن كُنتُم مُؤمِنینَ﴾
و تحتاج تحركات جادة سريعة تتحملها شخصیات محايدة ، بهدف تضییق الخلافات بین الأطراف المتخاصمة وإعادة المیاه لمجاريها كل ذلك يستدعي التعامل معها بوعي، واللجوء إلى الصبر وسعة الصدر، والابتعاد عن استخدام مختلف الأسالیب الخبیثة التي تساعد على توسیع دائرة الخلاف
ولكن أصحاب الموقف السلبي والذي يعتقد أنه منتصر يحاولون الحصول على تأيید عائلي وشعبي، من أجل توسیع دائرة الخلاف العائلیة ، بحیث يتحرك ھذا الفريق في جمیع الاتجاھات لنشر العداوات، والتخريب في المجتمع، لاسیما وأن الموقف السلبي يواجه دائماً معارضة قوية، نظراً لما يحمله من خطورة كبیرة على البیئة الاجتماعیة، وبالتالي فإن فريق الموقف السلبي لا يحظى بتأيید كامل، لأن لديهم میول عنیفة وأفكار ملتوية.
وھنا أقول
إن المعارك العائلیة ماھي إلا معارك شیطانیة المنتصر فیها مهزوم في الحقیقة
بقلم أ: علي بن مصلح عامر العلیاني
١٤٤١/١٠/٢٣