قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن الخفض في الإنتاج النفطي السعودي خلال الشهرين الأخيرين من العام الماضي يرجع الى الانخفاض الموسمي في الطلب على النفط، وليس لأسباب تتعلق برغبة المملكة في رفع الأسعار أو نتيجة خلل في الإنتاج.
ويأتي تقرير الصحيفة البريطانية في الوقت الذي أكد فيه هذه المعلومات أحمد المهنا مستشار وزير البترول السعودي الذي قال إن تراجع الإنتاج لا علاقة له بالأسعار، وإنما يخضع لطلبات العملاء، ولمجموعة من العوامل الأخرى، وهو الأمر الذي أكده أيضاً الخبير النفطي الكويتي كامل الحرمي في حديث خاص لـ"العربية.نت".
وكانت البيانات المتعلقة بإنتاج النفط السعودي أظهرت أن متوسط الإنتاج خلال الشهرين الأخيرين من العام الماضي بلغ 9 ملايين برميل يومياً، انخفاضاً من مستوى 9.7 مليون برميل، أي أن المملكة خفضت الإنتاج بنحو 700 الف برميل يومياً.
وأرجعت "فايننشال تايمز" هذا الانخفاض إلى تراجع موسمي طبيعي في الطلب العالمي على النفط، حيث أشارت إلى أن "الاستهلاك لم يشهد ذروته في نصف الكرة الشمالي خلال فصل الشتاء"، حيث يسبق هذين الشهرين موجة البرد الكبيرة التي ترفع الطلب عادة على الوقود.
وقال محلل أسواق السلع في "فايننشال تايمز" جافيار بلاز إن تغير أنماط الاستهلاك بشكل موسمي يمثل عاملاً جديداً نسبياً دخل على أسواق النفط ويلعب دوراً في التأثير عليها، وهو أمر ليس مفهوماً بشكل جيد من قبل الكثيرين حتى الآن، لكن السعودية تبدو الأكثر فهماً واهتماماً بهذه الديناميكية الجديدة للسوق.
ويشير محلل الصحيفة الى أن نمط الاستهلاك بالنسبة للدول الصناعية الكبرى مثل الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية أصبحت تشير في العادة الى أن الطلب على النفط يبلغ ذروته في الشتاء، ويهبط بشكل حاد خلال الربيع.
ويأتي هذا التحليل متناغماً بشكل كامل مع تصريحات مستشار وزير البترول والثروة المعدنية السعودي ابراهيم المهنا التي نفى فيها جملة وتفصيلاً أن يكون لخفض الإنتاج أي علاقة بحركة الأسعار في السوق، وقال لوكالة الأنباء الكويتية إن إنتاج السعودية من البترول يتذبذب من شهر لآخر اعتمادا على مجموعة من العوامل المحلية والإقليمية والدولية، مشيرا الى ان البترول يخضع حاليا الى متطلبات العملاء وليس لمستويات سعره الذي يحدده السوق.
وقال إن من بين العوامل التي تؤدي الى تذبذب إنتاج السعودية من البترول الطلب المحلي الذي يتميز بطبيعته الموسمية موضحا أنه جرت العادة أن يبلغ هذا الطلب ذروته في فصل الصيف ثم ينخفض خلال الربع الأخير من العام.
ولفت ايضا الى وجود عامل آخر لا يقل أهمية يتمثل في طلب العملاء الدوليين للبترول السعودي بشكل موسمي.
من جهته، استبعد الخبير النفطي الكويتي كامل الحرمي لـ"العربية نت" أن يكون لدى السعودية أي رغبة في رفع أسعار النفط، مشيراً الى أن "موازنة المملكة للعام الحالي والعام الماضي اعتمدت أصلاً على أسعار نفط مقدرة بأقل بكثير من السعر الحالي له، ما يؤكد أن المملكة ليست بحاجة لرفع سعره أصلاً".
وأشار الحرمي الى أن السعودية تلعب دور "المايسترو" الذي يحفظ توازن السوق، ولم يسبق أن كانت سياستها الإنتاجية مبنية على رغبة في رفع الأسعار أو خفضها.